تقع مدينة الاسكندرية إلى الشمال – الغربى من الدلتا ، أعلى تلال جيرية وهى عبارة عن رقعة مستطيلة تتخلل الماء ذلك أنه يحدها من الشمال البحر المتوسط وتترامى على مرمى البصر به جزيرة فاروس الأسطورية ويمثل طريق مواصلات إلى بلاد اليونان قديماً، وباقى الدول المطله عليه ، كما تتاخم من الجنوب مباشرة بحيرة مريوط والتى كانت بمثابة خزان مياه نيلية ووسيلة لحياة تتميز بالرخاء والجمال لغزارة الماء العذب وجمال الطبيعة ووفرة الطعام من نبات وحيوان وطيور
وقد عرفت الاسكندرية فى زمن الفراعنة بإسم راقد – ت ، راقودة وتعنى الثغر المبنى أوركونيس ، طبقاً للنطق اليونانى، وقد ورد هذا الإسم على إحدى اللوحات الأثرية التى ترجع لعهد بطليموس الأول والياً على مصر وتشير كل من المصادر الأدبية والتاريخية ، والأثرية إلى حضارة راقوده قبل عصر الإسكندر والبطالمه ويمكن القول بأن نواة مدينة راقودة كانت كل من منطقتى كرموز ، وكوم الشقافة الحاليتين وكانت تحيط بها مدن حافلة بالعمران والحضارة الجذابة مثل كانوب فى الشرق على فرع النيل الكانوبى ، ثم نقراطيس على مسافة حوالى 70 كيلومترا للجنوب الشرقى من راقودة وقد أصبحت منذ القرن السابع ق.م (أى قبل مجئ الاسكندر الاكبر بحوالى أربع قرون) محفلا لإلتقاء كل من الحضارتين المصرية والاغريقية . كذلك إلى الغرب كانت توجد مدينة ماريا ذات التاريخ الطويل تطل على بحيرة مريوط ، وتليها إلى الغرب مدينة أبوصير
وبمجئ الإسكندر الأكبر فى إثر الفرس غازياً لمصر ، توغل فى الدلتا منحدراً فى فروع النيل للتوجه لمعبد الإله آمون بواحة سيوة لينبئه عن مستقبل الأيام ، وفى الطريق مر بنقراطيس حيث مواطنيه الإغريق ، حتى وصل إلى راقودة ، وحيث إتخذ قرار بالقيام بأخلد أعماله بالشرق ، وهو أنشاء مدينة بالمكان على طراز المدن الإغريقية وقام بتخطيطها بمعاونة مهندسه الفذ ديتوقراط الذى قام بتخطيط مدينه جديدة تضم المدينة القديمة راقودة التى أصبحت حيا بالمدينة الجديدة ، ويقع الى الجنوب الغربى منها ، كما قام بإنشاء جسر يصل ما بين اليابس ، وجزيرة فاروس الماثلة فى البحر وعرض هذا الجسر هيباتاستاريوم نسبة إلى طوله (7 ستاد)، وقد أدى أنشاء هذا الجسر إلى أنشاء مينائين هائلتين (أثرفى تاريخ الحضارة المصرية منذ تاريخ انشائها، وهما الميناء الكبير ، وهو الميناء الشرقى الحالى وكان الميناء الرئيسى بالمدينة خلال هذا العصر لوجود المراقى الملكية به ، وكذا لقصور ، والجزر المقام عليها القصور ، ثم الفنار وباقى معالم الحى الملكى وأسواق الاسكندرية الهامه والميناء الأخر وهو الغربى الحالى وكان ذا اجنحة تالية للأول وكان يعرف بميناء العود الحميد
وقد غطيت المدينة شبكة من الشوارع الطويلة والعريضة ، وتم تحديد مواقع الأبنية العامة المطلة على هذه الشوارع وخاصة معابد الألهة ، وبعد مغادره الإسكندر لمصر و خلال عهود خلفاؤه وصارالعمران بطيئاً بالمدينة ، وإلى تولى بطليموس الاول سوتير الحكم (305-285 ق.م) ملك على مصر حيث نقل العاصمة من منف القديمة إلى الاسكندرية فأضاف عليها بذلك مكانة سياسية بالاضافة إلى طبيعتها الجغرافية الفذة، ويمكن القول بأنه بناء على كل من المصادر التاريخية ، وماكشفت عنه من أثار بأرض المدينة فيمكن القول بأن الأسكندرية قد شهدت عصرها الذهبى خلال عصر البطالمة الأوائل الثلاثة ، ويمكن القول انه خلال عهد بطليموس الاول تم بناء القصر الملكى وبدئ فى إنشاء الأسوار، وكذا شبكة لصهاريج المياه وأنشئ المتحف والمكتبة ، وتم تأسيس أحد اكثر أعماله عبقرية وهى ديانة سيرابيس ، والتى تتلخص فى أن إله كل من الإغريق والمصريين إله واحد غير أن كل من الشعبين يراه طبقاً لطبيعة عقليته فى تصور الإله والصورة التى إعتادها لهذا الإله وكذا فقد أنشأ معبدا لهذا الإله فى راقودة ووضع به تماثيله بالصورتين الإغريقية والمصرية كما بدأ فى أنشاء الفنار أعلى صخرة فاروس