تُعد قلعة قايتباي التي تقع في حي الأنفوشي من أكثر المواقع الأثريّة جذبًا للسائحين بالإسكندريّة، وقد أنشأها السلطان قايتباي في نهاية عصر المماليك الشراكسة في القرن الخامس عشر الميلادي (فيما بين عامي 1477- 1497 م) كواحدة من سلسلة القلاع التي أنشأها لتدعيم القدرات الدفاعية للبلاد في كل من أبوقير ورشيد ودمياط حيث اختار لها مكانًا بعيدًا عن مساكن المدينة المملوكية، وأختير الحد الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة التي لا يسكنها أحد والتي تقع في شمال المدينة لحماية مدخل الميناء الشرقي الذي كانت ترسو فيه مراكب التجار الأوربيين الآتية من موانيء البحر المتوسط التجاريّة، وذلك على أطلال فنار الإسكندريّة القديم الذي كان يدافع عن هذا الموقع، إلى أن دُمر في الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة عام 1303 م، وكان الفنار بمثابة علامة إرشادية لا غنى عنها أمام الساحل الإفريقي المنخفض والخطر، وبعد انهياره ظل الموقع أطلالًا طوال مائة وسبعين عامًا إلى أن أنشئت القلعة.
وتحوي القلعة بداخلها البرج الرئيسيّ والذي له بوابة أنيقة مملوكية الطراز عليها شعاريّ السلطان قايتباي تقود إلى بهو "دركاة" وقبة البهو بها فتحة تخاطب تسمح للجند بالتواصل، كما تحوي مخزن للمؤن وجامع ذو إيوانات، وهو نموذج مصغر للمسجد المملوكي التقليدي ذو طراز قاهري أرضية فنائه من الفسيفساء، كما تحوي القلعة بداخلها كذلك أبراج للمراقبة وثكنات للجند وصهاريج لتخزين الماء اللازم لإعاشة الجند المرابطين بالقلعة، ودهليز مصف المدافع ومصف المدافع وبرج المدفعية.
وقد تعرضت القلعة للتدمير الشديد أثناء قصف الأسطول الإنجليزيّ لمدينة الإسكندريّة عام 1882م، وفي عام 1938م قررت لجنة حفظ الآثار العربيّة ترميم القلعة، وفي عام 1984م فتحت القلعة أبوابها للزائرين.