×

مقابر الشاطبي الأثرية
هي واحدة من أقدم مقابر الإسكندرية التي تُؤرخ بنهاية القرن الرابع ق.م، حيث دفن بها أولى العائلات السكندريّة، وهى تمثل اقدم نموذج للعمارة الهللينستية فى الاسكندرية، وكما هو الحال بجميع المقابر الأثريّة بمدينة الإسكندريّة، إتخذت تلك المقابراسمها من اسم الحي الذي عُثر عليها به، وهو حي الشاطبي نسبة إلى الإمام الشاطبي الذي دُفن بضريح بأحد الزوايا التي تقع على بعد خطوات من الموقع.
وهي الجزء الصغير المتبقي من جبانة كبيرة نُحتت في الهضبة الصخريّة للمدينة على مقربة من السور الشرقي للمدينة القديمة كانت قد اكتُشفت فيما بين عامي 1904 و1910 ولكن عوادي الزمن قضت على الجزء الأكبر منها، وقد دُفنت بها أولى العائلات السكندريّة التي تُعد مقبرتهم هي المقبرة الرئيسة بتلك الجبانة وقد فضلت تلك العائلة أن يكون تصميم مسكنهم في الحياة الآخرة مشابه لمسكنهم في حياتهم الدنيا ذلك المسكن الذي يدل على أنّ تلك العائلة كانت ميسورة الحال، ولكن لم يقتصر استخدام تلك الجبانة على الأثرياء فقط بل استخدمها كذلك العامة من اليونانيين الذين قدموا إلى الإسكندريّة من مدن عدة تقع على ساحل البحر الأبيض المُتوسط وفضل كل فرد منهم أن يُدفن وفق عادة الدفن الخاصة ببلده.
حيث بدأت كمقبرة خاصة لأسرة غنية، ثم إزداد إتساعها لتصبح فيما بعد مقبرة عامة، وقد صممت المقبرة الرئيسة على نمط البيت اليوناني والذي كان يتكون عادة من مدخل يؤدي إلى صالة عرضية ومنها إلى صالة أخرى ، ثم إلى فناء مفتوح يوجد فى الجهة الشرقية منه مدخل يؤدي إلى حجرة أمامية ومنها إلى حجرة الدفن يوجد بها سريريّ دفن منحوتان فى الصخر، وبعد تحولها لمقبرة عامة أضيف إليها أجزاء أخرى جديدة لم تكن موجودة من قبل يرجع تاريخها إلى عصور متأخرة عن عصر المقبرة الأصلية، وقد عُثر بهذه الجبانة على روائع أثرية من تماثيل ملونة لسيدات وفتيات تعرف بتماثيل التناجرا، وتعرض هذه التماثيل حاليًا بالمتحف اليوناني الروماني.