يعود تاريخ إنشاء شارع فؤاد إلى عام 331 قبل الميلاد فى عهد البطالمة، لذلك فهو يعتبر أقدم الطرق فى العالم ، وكان يسمى "الطريق الكانوبى" حيث كان مصفوفاً بالأعمدة الرخامية من بدايته وحتى نهايته ، ثم أطلق عليه طريق رشيد بعد الفتح الإسلامى لمصر لأنه كان يبدأ من بوابة رشيد في الأسوار العربية القديمة ثم يتجه شرقاً ناحية ضاحية أبي قير، ثم تغير اسمه إلى شارع فؤاد وذلك نسبة إلى الملك فؤاد ويطلق علية ايضا اسم طريق الحرية وجمال عبدالناصر حيث انة امتداد لطريق الحرية ( شارع ابوقير ) . ،تتميز معظم مباني شارع فؤاد بالطراز اليوناني الممزوج بالفن الإيطالي المعماري (الفلورنسي) بجانب الطراز المعمارى الفرنسى والإنجليزي، سيطر على شكل منازل شارع فؤاد ومحلاته حيث تنافس على إنشاء المنازل فيه الفنانون العالميون والمصريون، لتعيش البيوت لأكثر من 100 عام، وكأنها بنيت بالأمس
شارع فؤاد لم ينل شهرته فى الثغر من فراغ، فهو عبارة عن متحف مفتوح يضم أكثر من 50 مبنى تاريخيا، منها مبنيان حصلا على جائزة أحسن تصميم للواجهة من المجلس البلدى بالإسكندرية، وهما عمارة «تراسك باس» التى أسسها أحد اليونانيين فى القرن الماضى، والآخر هو مبنى عمارة «فومارولى» ، وتحولت معظم المنازل فيه إلى سفارات وقنصليات، بينما ظلت المطاعم والكافيهات القديمة، على حالها واسمها تحتفظ بتاريخ الشارع الذى شهد على أزمنة مختلفة
يقع شارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، وفي بداية الشارع يوجد حالياً قسم شرطة العطارين الذى كان يمثل مركز الحراسة البريطانية الرئيسي بالإسكندرية، والذي كان يجاوره معبد صغير لسيرابيس مكان نادي "محمد علي" ـ مركز الحرية و الإبداع حالياً ـ وكان أكبر نوادي الإسكندرية أوائل القرن التاسع عشر ، بالاضافة لوجود مقر الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة بجانبهم التى انشئت بالقرار الجمهورى رقم 691 لسنة 1957 والمعدل بالقرار رقم 191 لسنة 1959 ، يتقاطع شارع فؤاد مع شارع النبي دانيال وهو نفس التقاطع الرئيسي لطرق المدينة القديمة والذي وضعه المهندس "دينوقراطيس" ، كما يضم الشارع المتحف القومي الذى كان فيلا لتاجر الأخشاب اليونانى باسيلى، والمؤسس على الطراز الإيطالى الحديث ، ومن أهم ما يميز شارع فؤاد مسرح سيد درويش الذى يعد فرع دار الأوبرا المصرية بالإسكندرية، والتى قام ببنائها المهندس الفرنسى جورج بارك
كما سكن بشارع فؤاد الشاعر اليونانى كفافيس، وأيضا يوجد فيلا مخلع الذى تحدث منها الزعيم المصرى سعد زغلول، إلى المواطنين بالإسكندرية وكان يحثهم على النضال والإصلاح، وغنى له سيد درويش الذى أتى من منطقة كوم الدكة، وشارك مع الجماهير النضال بالغناء. وفى نهاية شارع فؤاد توجد ساعة الزهور التى تدق ساعاتها بانتظام أمام حدائق الشلالات التى تضم بقايا آثار الإسكندرية الإسلامية مثل الأسوار القديمة وصهريج الشلالات ، بجانب وجود العديد من المصالح الحكومية وعددا من دور السينما والمطاعم و الكافيهات التى وضع اشتراطات عند تصميم هذه المطاعم و الكافيهات بالعودة للطراز الأصلى وعدم المساس بالقيمة التراثية للشارع