الاسكندر المقدوني المعروف بأسماء عديدة ابرزها : الاسكندر الأكبر و الاسكندر الكبير و الاسكندر ذو القرنين وأسمه كاملا الأسكندر الثالث المقدوني بن فيليب الأعور هو أحد ملوك مقدونيا الاغريق و من اشهر القادة العسكريين و الفاتحين عبر التاريخ
ولد الاسكندر في مدينة بيلا قرابة سنة 356 ق.م و تتلمذ علي يد الفيلسوف و العالم أرسطو
كان التاريخ ينظر و يسجل خروج الاسكندر من مقدونيا يقود جيوشه الظافرة لتتهاوي ممالك الفرس و بلدان الشرق تحت سنابك خيول الاسكندر محرزا النصر العظيم علي الفرس و هي كانت القوة العظمي في الشرق في موقعة أسوس في 333 ق.م و يتربع علي عرش العالم القديم بعد هزيمة جيش دارا هزيمة قاسية انسحب علي اثرها الي عقر داره في بلاد فارس و بعد ذلك آثر الاسكندر إن يتجه صوب مصر بعد سقوط آسيا الصغري و بلاد الشام في يده و هدفه من الإبحار إلي مصرتأمين ظهر جيشه من خطر الاسطول الفارسي القابع علي مقربة من سواحل مصر الشمالية في البحر المتوسط و ضمان الحصول علي القمح اللازم لبلاد اليونان و لأفراد جيشه
يصل الاسكندر إلي بلوزيوم ( بالوظة الحالية ) في شمال سيناء و منها منف (ميت رهينة الحالية) و تصبح مصركلها في قبضته بعد أن سلمها له الوالي الفارسي مازاكس و أهلها يظهرون له الود و الترحيب و هو يقابل ذلك بإحترام آلهتهم و شعائرهم و يتم تنصيبه فرعونا علي الطريقة المصرية و يزعم الاسكندر الاتجاه إلي الغرب لزيارة معبد الإله أمون إله مصر الأعظم في سيوة و يقوم بتقديم القرابين لذا الإله حيث اعتبره كهنة هذا المعبد ابنا للإله آمون مما قوي مركزه عند المصريين
في الطريق علي ساحل البحر المتوسط يلفت انتباه الاسكندر بقعة من اليابسة تفصل البحر المتوسط عن بحيرة مريوط و يفكر الاسكندر في تلك البقعة ذات المواصفات العجيبة التي تصلح لإنشاء مدينة حلمه الكبير علي أحدث الطرز في ذلك الوقت حيث تتميزبإمكان وصول مياة الشرب العذبة من النيل عن طريق الفرع الكانوبي و بوجود جزيرة صغيرة في مواجهة تلك البقعة لا تبعد عنها اكثر من ميل واحد مما يمكن ولهما معا و تعتبر هذه الجزيرة جبهة دفاعية أمامية للمدينة ووجود بحيرة مريوط جنوب هذه اليابسة يشكل تحصينا دفاعيا من ناحية الجنوب و جفاف المنطقة و بعد الموقع عن الـتأثر بطمي النيل و ارتفاع موضع الاسكندرية عن مستوي الدلتا مما يحفظهما من الغرق اثناء الفيضان ووجود قرية تسمي راكوتيس (راقودة) التي كانت مأهولة بالسكان الذين يعملون بالصيد ، نواة للمدينة الجديدة و أن تصبح الإسكندرية ميناءا عالميا يخدم التجارة الدولية في مصر بعد ان دمر الاسكندر ميناء صور و هو في طريقه إلي مصر
و قد اقنعت هذه المواصفات الاسكندر بضرورة إنشاء مدينة في هذا الموقع تحمل أسمه و تخلد ذكراه علي مر الزمان و قد أسسها الاسكندر الأكبر عام 331 ق.م و منذ ذلك التاريخ و حتي الأن تلعب الاسكندرية دورا هاما في الحياة الثقافية ليس في مصر فقط و انما في المنطقة كلها
عهد الاسكندرإلي مهندسه اليوناني الشهير دينوقراطيس بتخطيط هذه المدينة الجديدة و اختار لها المهندس التخطيط الهيبودامي لتخطيط هذه المدينة و هو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزواية قائمة و هما الشارع العرضي من الشرق الي الغرب و هو شارع فؤاد حاليا و يحده من الشرق بوابة كانوب و من الغرب باب سدرة أما الشارع الطولي يمتد من الشمال الي الجنوب و هو شارع النبي دانيال و يحده من الشمال بوابة القمر و من الجنوب بوابة الشمس و تتقاطع شوارع طولية و عرضية موازية لهذين الشارعين الرئيسيين مكونة ما يشبه رقعة الشطرنج و قد توفي االاسكندر في مدينة بابل في 10 او 11يونيو سنة 323 ق.م و هو يبلغ من العمر اثنين و ثلاثين عاما و معظم المؤرخين المعاصرين يعتقدون أن سبب وفاته هو مزيجا من ضعف البنية أو جروح قديمة و ربما الملاريا هي التي قتلته ثم نقله جثمانه إلي مصر و دفن بالإسكندرية و لا يزال العثور علي مقبرته حلما يرواد الباحثين و علماء الآثار في العالم كله
و ظلت الاسكندرية عاصمة مصر في العصر اليوناني و زاد رونقها في عصر بطلميوس الاول و الثاني و ظلت متألقة حتي معركة اكتيوم البحرية عام 31 ق.م و التي انتصر فيها أكافيوس علي كيليوباترا آخر ملوك البطالمة و استطاع بعدها أن يضم مصر للدولة الرومانية ، فقدت الإسكندرية في تلك الفترة مركزها كعاصمة مستقلة و انحصرت اهميتها في كونها مقرا لإرسال القمح للإمبراطورية الرومانية