هي أحد أهم المواقع الأثريّة بمدينة الإسكندريّة والتي كُشف عنها بالصدفة البحتة عام 1900 م عندما تعثر حمارًا ووقع بحفرة عميقة بالمقبرة الرئيسة، ومن هنا بدأ الكشف عن تلك المقابر الهامة التي تُؤرخ بالفترة من نهاية القرن الأول الميلادي وحتى بداية القرن الرابع الميلادي
وقد سُميت المنطقة التي تقع بها تلك المقابر كوم الشقافة نظرًا لكثرة البقايا الفخارية المتراكمة وقد استعملت المقبرة الرئيسة في البداية كمقبرة خاصة ثم تحولت مع الوقت إلى مقبرة عامة وظلت مستخدمة حتي القرن الرابع الميلادي.
وهي تتكون من 3 طوابق محفورة في الصخر، وتبدأ المقبرة الرئيسية بسلم الحلزوني حول بئر ضخم حيث كان الميت يدلي بالحبال إلى مكان الدفن وينتهي بالدور الأول ببهو على جانبيه توجد حنيتين على شكل محراب لجلوس الزوار ويعلوها زخرفة الصدفة، وذلك النوع من الزخرفة كان مُنتشر في منتصف القرن الثاني الميلادي، ويؤدي البهو المحاط بست أعمدة يربط بينها سور منخفض، ويصل هذا البئر إلى الطابق الثالث ولكن لازال الغرض من هذه الحجرة المستديرة غير معروف، وقد عُثر في قاع البئر على خمس من رؤوس لتماثيل محفوظة في المتحف اليوناني والروماني وعلى يسار البئر حجرة صالة المآدبوفي تلك الحجرة كان يجتمع أقارب المتوفى في أعياد ومناسبات محددة لإقامة الولائم على شرف موتاهم وقد صُممت تلك الحجرة على غرار حجرة الطعام بمنازلهم إذ تحوي ثلاث مصاطب لجلوس المدعوين وفي المنتصف كانت توجد مائدة ليوضع عليها الطعام. وعند إكتشاف تلك الحجرة عثر العلماء على مجموعة من الأواني ربما كانت توضع بها السوائل التي استخدمت في آخر وجبة قدمت بتلك الحجرة، وعلى الجانب الآخر لهذا البئر توجد صالة كاركالا، أما حجرة الدفن الرئيسة بالمقبرة فهي ذات سقف مقبي وتختلط بها عناصر الزخرفة ما بين مصري وروماني والحجرة تتكون من من دهليز أو ردهة علي جانبي مدخلها عمودان أسفلهما يحمل زخرفة نخيلية والتاج مركب من عناصر نباتية وزخرفية مصرية يونانية رومانية يعلوها عتب من 3 أجزاء الأول به قرص شمس مجنح على جانبيه صقران (حورس) يعلوه إفريز مسننات ثم جزء علوي بشكل قوس يتوسطه قرص الشمس في نهاية الدهليز توجد فجوتان على يمين ويسار المدخل بها تمثالان لرجل و امرأة يبدو أنهما أصحاب المقبرة، يرتديان ملابس مصرية الطراز ويقفان بنفس وضعية وقوف التماثيل المصريّ، أما ملامح الوجه والشعر فهي ذات طابع روماني ومدخل حجرة الدفن على طراز مصري يعلوه عتب يتوسطه قرص الشمس المجنح ويعلوه افريز من الصل المقدس (الكوبرا) على يمين ويسار المدخل نحتا بارزا لعناصر مصرية رومانية حيث في اﻷسفل واجهة معبد مصري يرتكز عليه أجاثودايمون ويرمز لإيزيس وأوزريس على رأسه تاج مصر العليا والسفلى ويعلو الثعبان درع عليه ميدوزا والحجرة بها 3 فجوات بكل منها تابوت نحت في الصخر وتدخل الجثث عن طريق الفتحات وفي الممر الخارجي تغلق بالحجر وزينت حجرة الدفن بمشاهد لعملية التحنيط
العنوان : شارع أبومندور بجوار مسجد المسيري- كرموز