كان القيصريون معبدا شيدته كليوباترا السابعة (51-31 ق.م) تكريماً لقيصر، ولكن لم يكتمل بناءه في عهدها وأمرالأمبراطور أوكتافيوس باستكمال بناءه وتحول في عهده إلى معبد للأباطرة وسمي سباستيون
Sebastium
تم تحديد موقع القيصريون من خلال وجود المسلتين الذي أمر بنقلهما أوكتافيوس لتقفا أمام أحد مداخل المعبد الكبرى، والذي قد تحدث عنهما بلنيوس الأكبر. هاتان المسلتان ( إحداهما قد سقطت أثر زلزال عام 1311م وتم نقلها عام 1878م إلى لندن حيث أقيمت على ضفة نهر التيمز Thames ، والمسلة الأخرى نقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1881م حيث أقيمت في حديقة سنترال بارك Central Park بمدينة نيويورك) كانتا مقامتان على شاطىء البحر الموقع الذي يشغله حالياً مبنى فندق المتربول في منطقة محطة الرمل
تم التعرف على طرز بناء المعبد وعناصره المعمارية من خلال بقايا الأساسات والجدران واللقى الأثرية التى تم الكشف عنها. ففي عام 1874 كشف نيروتسوس Neroutsos بعض الأساسات قرب شارع النبي دانيال، كما اكتشف محمود باشا الفلكي على بعد حوال 100 م من المسلة - التى كانت لا تزال قائمة في وقته- عموداً مغروساً على مستوى سطح البحر وقد اعتبره من بقايا معبد القيصريون
كان المعبد مشيداً من الحجر الجيري والجرانيت على الطرازين الدوري والكورنثي، ومن خلال وصف المصادر القديمة أمكن التعرف على شكل المبنى فيذكر فيلون أن معبد القيصريون ليس له مثيل في أي مكان أخر، وكان يضم العديد من القرابين والتماثيل وقطع الفضة والذهب، وكان محاطاً بأفنية واسعة تحيط بالناووس والفناء المقدس والساحة المقدسة والتى كانت تحوي بداخلها أيضاً المكتبات والبوابات والصالات المفتوحة
كان القيصريون مركزاً دينياً هاماً في الإسكندرية، وقد تحول إلى كنيسة بعد أن رممه المسيحيون عام 366م، وقد تهدمت وأحرقت عدة مرات، إلى أن دمر المبنى نهائياً عام 912م