يعد الميناء الشرقي من أقدم موانىء العالم والميناء الأهم قديماً، حيث كان يعرف باسم الميناء الكبير
Portus Magnus
يمتد الميناء الشرقي من منطقة السلسلة بالشاطبي شرقاً حتى قلعة قايتباي ببحري غرباً، ويعتبر هذا الميناء شاهداً على تاريخ مدينة الإسكندرية التى تعرضت للعديد من الزلازل أدت إلى تدمير جزء كبير من آثاره، وقد عثر في منطقة الميناء الش رقي على كم هائل من الآثار الغارقة التى كشفت عنها البعثات الأثرية، وتحدثنا المصادر القديمة عن هذا الميناء فيذكر سترابون Strabo في كتابه الجغرافيا أن الميناء كان مقسم إلى عدة موائيء وكان من الصعب دخوله بينما كان مناسباً لرسو السفن به بعد خولها ويتفق معه في هذا الرأي المؤرخ جوزيفوس Josephus ، وفي الستينات قام الغواص المصري كامل أبو السعادات والذي كان يهوى الآثار برسم خريطة يدوية توضح مواقع الآثار الغارقة التي شاهدها أثناء غوصه في منطقة الميناء الشرقي، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو والخبيرة البريطانية هونور فروست Honor Frost تم إجراء أول دراسة للآثار الغارقة في الميناء الشرقي، وفي عام 1968 تم الكشف عن تمثال من الجرانيت لإمراة ترتدي ملابس تتميز بعقدة إيزيس وهذا وأطلق عليها اسم ايزيس فاريا، وتمثال من الرخام لخطيب روماني.
في الفترة من عام 1992 حتى عام 1998 قامت بعثة المعهد الأوربي للآثار الغارقة الذي أنشاه الباحث الفرنسي فرانك جوديو Franck Goddio بعمل دراسة تفصيلية لطبوغرافية الميناء الشرقي وتحديد مواقع الآثار الغارقة به، وقد كشفت البعثة عن العديد من الأواني الفخارية والأعمدة وتيجان الأعمدة، وعدد من تماثيل أبي الهول وكان من أجمل ما كشفت عنه البعثة تمثال لكاهن يحمل الإناء الكانوبي ورأس تمثال ضخم لقيصرون، بالإضافة إلى العثور على أرصفة الموانىء الصغيرة التى كانت تقسم الميناء الشرقي إلى عدة موانىء داخلية. هذا وقد كشفت البعثة عن آثار جزيرة أنتيرودس Antirhodes الواقعة داخل الميناء والتى نعرف بوجود قصر ملكي فوقها
كما كشفت الحفائر التي قام بها المركز الفرنسي للدراسات السكندرية في التسعينات عن عدد من السفن الغارقة إلى الشمال من الميناء الشرقي