يمثل ذلك المتحف المنزل الذي أقام به الشاعر اليوناني السكندري المولد قسطنطين كفافيس آخر 25 عامًا من حياته، وقد ولد قسطنطين عام ١٨٦٣م وكان والده بيتر كفافيس أحد تجار الإسكندريّة الأثرياء، و كان صديقًا لسعيد باشا وللخديوي إسماعيل الذي دعاه لافتتاح قناة السويس ١٨٦٩م وأهداه وسامًا، ولكن من كثرة إسرافه أفلس ثم توفى والده، فأخذته والدته وهو فى سن التاسعة هو وإخوته الستة وهاجرت الى إنجلترا حيث استقرت العائلة بمدينة ليفربول لمدة تزيد عن ست سنوات، أتقن خلالها قسطنطين اللغة الإنجليزيّة وبدأ في دراسة الأدب الإنجليزي، لتعود الأسرة مرة أخرى إلى الإسكندريّة عام 1877 م نظرًا لظروفهم المالية العصيبة بسبب الكساد العالمي الطويل، حيث التحق قسطنطين بمدرسة هيرميس التجارية، وبتوجيه من مدير المدرسة عكف قسطنطين كفافيس على الدراسة المنهجية للآداب وخاصة الأدب والتاريخ اليوناني القديم، وبسبب قصف الأسطول الإنجليزيّ لمدينة الإسكندريّة عام ١٨٨٢م والذي أدى إلى حريق منزل العائلة، إضطرت والدته للسفر بأبنائها إلى إسطنبول حيث عاشت بمنزل جدها، حيث أقامت العائلة بالمدينة لمدة ثلاث سنوات تعرف خلالها قسطنطين على الحياة الفكرية للمدينة، واستمر خلال تلك الفترة في دراسة الأدب اليوناني حيث ركز خلال تلك الفترة على دراسة الأدب اليوناني الحديث كما أولى اهتمامًا بدراسة الأدب والتاريخ البيزنطي، وبعد ثلاث سنوات عاد قسطنطين مرة أخرى إلى الإسكندريّة حيث استقر بها، بعد أن أتقن خمس لغات نتيجة أسفاره الكثيرة ودراساته، وفي عام 1892 م عُين مُترجمًا وكاتبًا في مصلحة الري بوزارة الأشغال المصريّة واستمر في العمل بها حتى تقاعد في عام 1922 م، وخلال تلك السنوات قام برحلات هامة إلى فرنسا وإنجلترا واليونان، كما بدأ خلال تلك الفترة في كتابة شعره وقصائده ونشرها في الصحف المختلفة وبين أصدقائه المقربين، والتى وصل عددها إلى 154 قصيدة، ومنذ عام 1903 م بدأ التعرف على الأوساط الأدبيّة اليونانيّة التي بدأت في الاعتراف به، وفي عمر الخامسة والأربعون استقر بالمنزل الذي هو مكان المتحف الحالي، حيث قضى به آخر خمس وعشرون عامًا من عمره حتى وفاته عام 1933 م، عن عمر يناهز 70 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة الذي أفقده النطق في سنوات عمره الأخيرة، وبعد وفاته تحول بيته إلى بنسيون فى الفترة من١٩٣٣م حتى١٩٩١م، إلى أن زار مستشار ورجل أعمال يوناني الإسكندرية وتفاوض مع صاحب البنسيون ليتحول البنسيون للمتحف الحالي، وافتُتح فى أكتوبر ١٩٩٢م لتضم قاعاته غرفة نومه وصالون شعره وبعض صوره وشرائط تحوي قصائده ملحنة، ونصوصًا مكتوبة بخط يده والكتب العالمية التي كتبت عن الشاعر بلغات العالم المختلفة، ودواوين شعره التي تغنى فيها بالإسكندرية وبأحيائها المختلفة.