يقع بشارع الشهيد صلاح مصطفي السلطان حسين سابقا بحي وسط ويقع بأكمله داخل حديقة نوبار باشا (حديقة الشلالات) ويعرف الصهريج بهذا الاسم نسبة إلي (محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن حسن بن علي بن فتح بن ابي عبد الله بن النبيه القاهري الشافعي الشاذلي المعروف ابن النبيه) والذي زار الإسكندرية عام 830 هجريا ويرجح انه أشرف علي أعمال خاصة بالصهريج، وهو صهريج لتخزين المياه مربع الشكل ومكزن من ثلاثة طوابق وكل طابق مكنون من خمسة بائكات عبارة عن عقود محمولة علي أعمدة وهو مبني من الحجر الجيري وتيجان رخامية وكذا قواعد وأعمدة جرانيتة ورخامية مختلفة الأشكال والاحجام ويرجع الي العصر الإسلامي وهو من الصهاريج العامة المتعددة الطوابق (ثلاثة طوابق) ويتميز بعناصره المعمارية الفريدة والمتعددة من تيجان مختلفة الطراز وأعمدة متنوعة مادتها بين الرخام الأبيض والجرانيت الوردي والعقود المدببة والنصف دائرية ويعتبر من اكبر الصهاريج بمدينة الإسكندرية وهو يحتوي علي 48 عمود موزعة علي ثلاثة طوابق و16 عمود بكل طابق يربط بينهما 4 صفوف من البواكي الطولية والعرضية وتمثل مجموعة التيجان بصهريج النبيه الأثري محموعة فنية رائعة تلقي الضوء علي تنوع التيجان مابين طراز كورنثي وأيوني ودروي وتيجان من أوراق النخيل وبعض هذه التيجان تحمل رموزا مسيحية ويلاحظ ان بعض تيجان الأعمدة مستخدمة كقواعد والعكس وقد اختلف اقطار وأشكال تلك الأعمدة في الطابق الأول وتلاحظ ان التيجان والأعمدة جابت من عمارة سابقة من العصر اليوناني وإنتهاء بالعصر القبطي حيث استخدم المسلمون هذه العناصر من العمائر القديمة المتهدمة من منشأته.
و يغطي سقف الصهريج من الداخل قبوات برميلية من الناحية الجنوبية بينما يغطي من الناحية الشمالية قبوات متقاطعة أما سقف الصهريج من الخارج فقد تم الكشف عنه بالكامل من قبل البعثة الفرنسية وهو مقسم إلي جزئين شمالي وجنوبي، أما عن الجزء الشمالي فهو عبارة عن أرضية مستوية من الأحجار الجيرية وهي تنحدر بميل ضئيل من الجهة الغربية بإتجاه الشرق، و يوجد بنهاية طرفها الشرقي فتحة صغيرة كانت تسخدم لتقطير المياه، كما تم الكشف بنهاية الطرف الشرقي من أرضية الصهريج المستوية بجوار فتحة الخرزة عن أرضية رخامية ملونة ومرصوصة بطريقة غير منتظمة يتوسطها فتحة وهي إمتداد الفتحة الصغيرة بالأرضية.
أما النصف الجنوبي من سقف الصهريج فهو عبارة عن خمسة قبوات برميلية تربط بينها أكتاف عرضية من المداميك الحجرية ويوجد بها فتحتين كانتا تستخدما لرفع المياه والتهوية وإحدهما تقع باقصي الجزء الجنوبي الغربي بمحاذاة الجدار الغربي للصهريج، أما الفتحة الاخري فتقع في اقصي الجنوب بمحاذاة الجدار الجنوبي للصهريج وكانت تستخدم ساقية لرفع المياه وجدران الصهريج مبنية من الحجر الجيري متوسط الحجم وكسيت بطبقة من المصيص الوردي الذي يمنع تسرب المياه الي باطن الأرض، ويبلغ سمك الجدران من الخارج 80 سم تقريبا وكان يتم تغذية الصهريج بالمياه عن طريق القنوات الفخارية الممتددة تحت الأرض والمتصلة بالترع والتي تظهر إحداهما بوضوح في جدار الصهريج الجنوبي وتقع خرزة الصهريج في الزواية الشمالية الشرقية وهي عبارة عن فتحة نصف دائرية ممتدة من أعلي إلي أسفل الصهريج في وقت التحاريق وإزالة الرواسب الموجودة بها وتجهيزه ليكون نظيفا لحين ملئه بالمياه مرة اخري ومن أهم ما ذكر عنه حيث يذكر عمر طوسون في كتابه (خليج الإسكندرية) أنه بعد امتلاء الصهاريج الإسكندرية بالمياه يحضر كاشف البحيرة مع العلماء والقضاة ليتأكدوا من امتلاء الصهاريج ومن درجة نقاء المياه ويأخذوا عينة في إناء فخاري يغلق بإحكام ويرسل إلي السلطان كرة لامتلاء صهاريج المدينة بالمياه النظيفة.
العنوان : شارع الشهيد صلاح مصطفي السلطان حسين سابقا داخل حديقة نوبار باشا (حديقة الشلالات)